المادة    
السؤال: من العادات التي قد اعتدنا عليها في منطقتنا عادة الاختلاط بين الرجال والنساء، وعائلتنا مكونة من مائة وعشرين شخصاً يختلط فيها النساء مع الرجال، وقد اعتزلتهم لغرض هجرهم، مما جعلهم يقولون لي: إن هذا دين جديد! أرجو إرشادي في هذا الأمر ولكم جزيل الشكر.
الجواب: لابد من الصبر، فهذا الدين ما قام إلا على الصبر، وحين بعث الله الأنبياء والرسل أمرهم بالصبر فتدرعوا به في سبيل تبليغ رسالتهم، فظفروا بما أرادوا، وقد قال الله تبارك وتعالى لعبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم: ((فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ))[القلم:48] لأنه لم يصبر عليه السلام، فلابد من الصبر؛ لأن هذا الدين لا يقوم إلا به.
وعلى هذه الأخت أن تجتهد في أن تقيم دينها، وأن تتمسك بحجابها، وأن تصبر على الأذى، وأن تبذل النصيحة للآخرين، وكيف يتحول الناس من المنكر إلى المعروف إلا بهذه البداية، وبشخص يصبر ويتحمل المضايقات، ثم يتلوه آخر.. ثم ثان.. ثم ثالث.. ثم رابع.. حتى يعم الخير وينتشر؟! أما إذا تهاونا وتركنا هذا الأمر، فإنه لن تقوم للمعروف قائمة، وسيبقى المنكر هو السائد؛ فعليك أن تحتسبي عند الله ما تلاقين من الأذى، وأن تصبري وتجتهدي في الدعوة والنصح لهم.
والصحوة الإسلامية أصبحت منتشرة في كل بيئة وفي كل مكان، وأرجو الله تعالى أن تصل إلى هذه الأسرة أو إلى هذه العائلة وإلى كل عائلة وبيت لترجع إلى ربها، وتثوب إلى رشدها، وتعلم مقدار وفداحة الخطأ الذي ارتكبته في أيام الغفلة عن الله سبحانه وتعالى، والتقليد لأعداء الله سبحانه وتعالى.
ونسأل الله الهداية لهذه الأسرة ولجميع الأسر، إنه سميع مجيب.